April 3, 2020 ☼ إمكانية الوصول ☼ برمجة ☼ تطبيقات ☼ covid-19 ☼ كورونا
مرحبا بكم.
يواجه العالم في هذه الأيام جائحة فيروس كورونا والمسبب لمرض Covid-19, -والذي أصاب أكثر من مليون شخص حول العالم حتى كتابة هذا المقال- بكل حزم، حيث أعلنت العديد من الدول ومن ضمنها المملكة العربية السعودية عن إجراءات احترازية كبيرة.
شملت تلك الإجراءات حظر التجول، إضافةً إلى استخدام التقنية لإنجاز معظم المهام اليومية، بدءً بالمعاملات الحكومية، مرورًا بالتعليم عن بعد، ووصولاً إلى طلب المشتريات من خلال تطبيقات التوصيل المختلفة.
وتسعى المملكة من خلال هذه الخطوات إلى زيادة التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه، وقد ساعدت البنية المتينة لقطاع الاتصالات والخدمات الإلكترونية على التخفيف من آثار الإجراءات الاحترازية المطبقة حاليًّا.
ومع الاعتماد شبه الكلي على التطبيقات لتوفير الخدمات الصحية والإلكترونية وخدمات التوصيل، أصبحت الحاجة ماسة لتحسين إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية إلى تلك التطبيقات؛ لتمكينهم من قضاء حوائجهم اليومية دون اعتمادٍ على الآخرين.
تعني إمكانية الوصول “Accessibility” على الصعيد التقني بوجه عام إتاحة استخدام الخدمات والمواقع والتطبيقات للجميع، أيًّا كانت التحديات التي يواجهونها.
وتُعنى إمكانية الوصول لذوي الإعاقة البصرية بجعل التطبيقات أو الخدمات متوافقة مع التقنيات المساعدة لأولئك الأشخاص، كبرامج قراءة الشاشة أو برامج التكبير الموجودة على جميع أنظمة الأجهزة الذكية أو أجهزة الحاسوب.
والجدير بالذكر أن كبرى الشركات العالمية أولت إمكانية الوصول، عنايةً خاصة، ولعل من أبرزها Apple, Facebook, Google, Microsoft, Twitter, Uber, وغيرها الكثير…
بإلقاء نظرة عامة على التطبيقات الخدمية والمرخص لها بالعمل في المملكة -كالتطبيقات الحكومية وتطبيقات التوصيل والتطبيقات الصحية-، نجد بأن أغلب تلك التطبيقات تحتاج إلى تحسينات كبيرة في مجال إمكانية الوصول لذوي الإعاقة البصرية. فعدم توافق تلك التطبيقات بالشكل الكافي يؤدي إلى عدم وصول الخدمات بالشكل المطلوب لأكثر من مليون شخص معاق بصريًّا في المملكة.
ولكون تلك التطبيقات تلعب دورًا أساسيًّا في الحصول على الخدمات المختلفة خلال هذه الفترة الصعبة، نجد بأنه من المهم استيعابها لجميع أفراد المجتمع، بما فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية؛ وذلك لإتاحة المجال لهم للاستفادة منها بكل خصوصية وحرية.
في قصة تلخص أبعاد قلة التوافق مع التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة البصرية على الخدمات المقدمة للكفيف في المملكة، تحدث الصديق العزيز محمد سعد في تغريدات على Twitter عن موقف صعب مر به هذا اليوم، حيث أراد استخدام أحد التطبيقات لطلب قطرة للعين من إحدى الصيدليات، ولكن قلة توافق التطبيق أدت إلى عدم قدرته على استخدامه.
وفي ظل توقف عمل سيارات الأجرة في فترة حظر التجول، ولكونه يعيش بمفرده في مدينة الرياض، لم يجد محمد سوى الدوريات الأمنية معينًا، حيث اتصل برقم الطوارئ (999) طالبًا منهم المساعدة، فلم يترددوا في المبادرة بإرسال دورية أمنية، أحضرت له العلاج من الصيدلية إلى شقته.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من المكفوفين يعيشون بمفردهم؛ بحكم ظروف الدراسة أو العمل، الأمر الذي يجعل هذه القضية بالغة الأولوية.
هذا الموقف الإنساني النبيل يلخص مدى حرص رجال الأمن على خدمة كل من يعيش على هذه الأرض. ولكنه في الوقت ذاته يدفعني إلى التساؤل: كم من الأشخاص المكفوفين احتاجوا لتنفيذ خدمة ولم يستطيعوا، بسبب قلة توافق التطبيقات؟ كم شخصًا كفيفًا احتاج إلى طلب دواءٍ ولم يستطع؟ كم شخصًا مثل محمد؟!
وعلى الرغم من ثقتنا تمام الثقة بقدرة رجال الأمن على خدمة هذه الحالات، إلا أن تطويع التطبيقات لتلائم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية هو الحل الأمثل حاضرًا ومستقبلاً.
لم تألو الشركات الكبرى جهدًا في تطوير أنظمة التشغيل والتطبيقات وجعلها قابلة للوصول لذوي الإعاقة البصرية، وهنالك الكثير من الإرشادات التي ترشد المطورين إلى الطريق الصحيح لتطوير إمكانية الوصول في تطبيقاتهم. وإليكم أبرز النقاط حول ذلك:
أضع بين يديكم مجموعة من المراجع والتي تتحدث بشكل موسع حول الطرق المثلى لملاءمة التطبيقات مع التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة البصرية:
لا يمكنني -بأي حال من الأحوال- القول بأن هذا المقال ألم بجميع جوانب المشكلة، حيث أن إمكانية الوصول تعني الاستقلالية والخصوصية للكثير من الأشخاص حول العالم. إنها ليست ميزة للرفاهية، بل هي حاجةً ضرورية لأداء المهام اليومية، فعدم وجودها في تطبيقٍ ما يعني حرمان الشخص المعاق من استخدامه.
وفي ظل حساسية الأوضاع الحالية، يجب علينا كمجتمع النظر إلى الموضوع بالجدية الكافية، وتحسين إمكانية الوصول، لذوي الإعاقة البصرية، الآن وليس غدًا!