June 20, 2020 ☼ إمكانية الوصول ☼ قارئات الشاشة ☼ Infovox4
Infovox 4: أحدث آلات النطق من Acapela Group والتي تمكن المكفوفين من استخدام الأصوات مع أي برنامج ناطق، إذا كان يدعم نظام SAPI5، على عكس Acapela for NVDA مثلاً والتي تمكنك من استخدام آلة النطق مع برنامج NVDA فقط.
لذا اخترت Infovox 4 إذ أنها تعمل مع مختلف البرامج والألعاب.
ولكن كما قال المثل العامي المعروف: “الزين ما يكمل!”
هنا أسرد لكم قصتي مع Infovox وكيف أثر نظام التراخيص لهذه الآلة على إنتاجيتي وعملي كمطور، كما يؤثر على الكثير من المستخدمين الآخرين أيضًا.
بدايةً، علينا فهم نظام التراخيص الذي تقوم عليه آلة Infovox حتى يكون الجميع في الصورة:
Infovox عبارة عن جهاز USB (قلَم) يتم توصيله بالكمبيوتر، ويمكن من خلاله استخدام آلة النطق بطريقتين:
الطريقة الأولى: استخدام ترخيص موجود على القلَم، بشرط أن يبقى القلَم موصولاً بالجهاز طوال الوقت، وهذا الترخيص ممتاز في حال أردت العمل على جهاز أحد الأصدقاء المبصرين أو ما شابه.
الطريقة الثانية: نقل ترخيص من القلَم إلى جهازك، وهنا يمكنك ببساطة استخدام آلة النطق دون الحاجة إلى بقاء القلَم موصولاً بالكمبيوتر. ويحتوي القلَم على ثلاث تراخيص يمكن تثبيتها بهذه الطريقة.
إذًا هنالك 4 تراخيص على القلَم، أحدها ثابت، والثلاثة الأخرى يمكن نقلها إلى أي كمبيوتر.
تكمن المشكلة في أن تراخيص Infovox المنقولة لا يمكن استعادتها بأي حال من الأحوال عند تلف النظام واستحالة تشغيله، وهذا ما حصل معي، ثلاث مرات!
المرة الأولى كانت عندما قمت بتثبيت نسخة Infovox 3 على جهاز يعمل بنظام Windows 8 آنذاك، تم نقل الترخيص من القلم ولكن الجهاز لم يقم باكتشافه، ولم أستطع إرجاع الترخيص إلى القلم رغم كل ما بذلت من جهد. واختفى الترخيص في غياهب النسيان!
بعدها قمت بشراء آلة Infovox 4 نظرًا لميزاتها الكثيرة، ولكن تأبى التراخيص إلا أن تَنْسَلَّ هارِبَةً من بينِ يَدَي
في المرة الثانية كما يعلم بعضكم، فقدت ترخيص Infovox 4 بعد أن قضى القرص الصلب لجهازي المحمول من نوع Lenovo نَحْبَه في حادث أليم، واستحال علي إنعاشه. ♂️
في التغريدة أدناه، يمكنكم ملاحظة مدى الإحباط الذي كنت أمر به وقتها، إذ ليس من حق أي شركة كانت -حسب رأيي- حرمان المستخدم من ترخيص منتج اشتراه من حُر ماله.
I just realized that I lost my Infovox 4 license, which was on my dead hard drive. Great... Just great.
— عبدالعزيز الشماسي 👨🏻🦯🇸🇦 (@a2h_sh) April 18, 2018
في المرة الثالثة، تعطل جهاز Surface Pro الخاص بي تمامًا بسبب عطل حصل في نظام اللوحة الأم، وبحكم أن الجهاز يستحيل إصلاحه، اضطررت لإرساله إلى Microsoft في أمريكا واستبداله بآخر.
ونعود مجددا لحديثنا حول Surface Pro 5. فبعد حديثي مع دعم Microsoft هذا الصباح، أبلغوني بأنه سيتم الاتصال بي لترتيب أمر استعادة الجهاز واستبداله بآخر. الله يعوض علي خير راح Infovox.
— عبدالعزيز الشماسي 👨🏻🦯🇸🇦 (@a2h_sh) November 11, 2018
تبقى لي ترخيص واحد على قلَم Infovox الخاص بي، وقمت بمراسلة الشركات الموكلة ببيعه في الشرق الأوسط لاستعادة التراخيص المفقودة، إذ أن ما مرت به ليس خطئي، ولكن دون فائدة تُذْكَر، فسياسات Acapela تمنع ذلك، وكأنهم يقولون: “اللي راح راح،، من عمري راح راح”… المهم
ولأنه برنامج أساسي لعملي على الكمبيوتر، ولأني لا أحب القرصنة ولا أشجع عليها، اضطررت مجددًا لشراء نسخة أخرى من Infovox 4 لأتمكن من تثبيت تراخيص جديدة على أجهزتي.
لاحظوا أن إجمالي ما دفعته على هذا المنتج تجاوز 3500 ريال سعودي، فهو ليس بالمنتج الرخيص.
قبل أيام، كنت أحاول إصلاح Windows على جهازي بسبب مشاكل في الصوت، وفي تلك اللحظات ساورني خوف كبير من أن أفقد الترخيص الخاص بي، وكنت أتأكد مرارًا من أنني أعدته إلى القلم قبل البدء بعملية إصلاح النظام.
ادعي لي، جاري تحديث ويندوز...
— عبدالعزيز الشماسي 👨🏻🦯🇸🇦 (@a2h_sh) June 17, 2020
لو راح ترخيص Infovox حتشتري لي واحد. 😂😂😂
تحول ذلك الخوف إلى تساؤلات وغضب بداخلي. لم أتوقع أن يحصل ذلك، ولكني اقتنعت عندئذٍ بأنه ليس من حق أحد أيًّا كان بأن يُشْعِرَنِي بذلك الخوف، ليس من حق أي برنامج أن يغير طريقة تعاملي مع الحاسب لتصبح مَشُوْبةً بالحذر بعد أن كانت ملْأى بالمغامرات، مخافة أن يضيع ترخيص وتستحيل استعادته!
نعلم بأن البرامج المتطورة تعتمد على التفعيل من خلال الإنترنت لضمان عدم حصول مثل هذا الأمر مع العملاء، ونعلم أن السوق العربي لأجهزة المكفوفين ومنتجاتها ليس مستقرًّا، فكم من شركة ظهرت واختفت في السنوات الماضية؟ ماذا يحل بعملاء الشركات المنتهي أمرها؟ أين يذهبون إن واجهوا المشكلات؟!
أؤمن بأهمية رأس المال لدعم الابتكار والتطوير، كما أؤمن بأحقية المستخدم في الحفاظ على تراخيص منتج اشتراه سلفًا، فليس من المنطق أن أضطر لشراء منتج مجددًا بسبب ضياع الترخيص الناجم عن تلف النظام، أو خطأ في البرنامج الذي أستخدمه.
كمطور، أعلم تمامًا بأن التصميم الجيد هو أساس نجاح أي برنامج، وهنالك الكثير من الأمور التي كان يمكن فعلها لجعل إدارة التراخيص في Infovox عملية آمنة وسهلة ومرنة على المطورين والمستخدمين على حد سواء، فقد عملت على مشاريع مشابهة وأنا أعي تمامًا ما أقول.
ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد توصلت إلى طريقة تمكنني من حفظ ترخيصي الأصلي على جهازي واستعادته إن دعت الحاجة، ويتطلب ذلك وجود القلَم الأصلي لدي، والذي أستطيع من خلاله حفظ نسخة من الترخيص في مكان آمن، واستعادتها على نفس الجهاز الذي أُخِذَت منه.
وعلى الرغم من أنني أود مشاركة هذه الطريقة، إلا أنني لن أفعل؛ مخافة إساءة استخدامها. إذ أنني ضد القرصنة تمامًا، مع أن ما قمت به ليس بقرصنة، إنما هي طريقة للاحتفاظ بنسخة أصلية من الترخيص لجهاز معين، إضافةً إلى أنها عملية معقدة ولكنها تكللت بالنجاح وهذا المهم
على شركات المكفوفين النظر بجدية لاحتياجات المستخدمين من جميع الفئات، فهنالك الكثير ممن يقومون بصيانة الأنظمة وتطوير البرمجيات باستمرار، وهؤلاء هم أكثر المتضررين من نظام إدارة التراخيص الحالي الذي لا يجدي نفعًا.
عندما اشتريت Infovox 4 لم أتخيل أنه سيأتي اليوم الذي أفقد فيه أحد التراخيص بسبب خطأ لم أقترفه، ولم أتخيل أن الشركة ستتخلى عني مع علمهم بالمشكلة دون تقديم حل لإعادة التراخيص إلي، مما استفزني بشكل كبير وجعلني أبحث للتوصل إلى ما وصلت إليه.
ملاحظة: حديثي لا يعني بأي حال انتقاصًا أو استهانتً أو قدْحًا لأي شخص يعمل في أي شركة من شركات المكفوفين، فكثير منهم أصدقاء لي وأنا أحبهم، ولكنه لا يعني أن أتنازل عن حق مشروع، أو أن أدفع الكثير من المال وأرضى بالأمر الواقع.
ترددت كثيرًا قبل كتابة هذا المقال، ولكنني آليت التحدث على السكوت، فأنا أعلم أن كثيرًا من المستخدمين يعانون كما أعاني.
إن النظرة الجادة لتحديث نظام التراخيص لInfovox 4 باتت ضرورةً ملحة، في ظل عصر التطور البرمجي الذي نعيشه في هذه الأيام، وإمكانية تقديم طرق حماية متقدمة تجمع بين الأمان والسهولة والمرونة على حد سواء؛ كي لا نظل في دائرة هدر المال والخوف والحيرة عند استخدام منتج رائع مثل Infovox 4 بين حفظ التراخيص وضياعها.